● أهداف الدرس:
◊ أن تدرك مفهومي التفاوض والتشاور.
◊ أن تتعرف نماذج من مفاوضات النبي صلى الله عليه وسلم ومشاوراته.
◊ أن تستخلص فوائد إعمال التفاوض والتشاور.
* الوضعية المشكلة:
بعد أن تفوق أحمد في دراسته بالثانوية، قرر إتمام مساره الدراسي في كلية الطب من دون التشاور مع والديه، إلا أن والده لمَّا علِم بقراره عارضه وأمَرَه بإتمام دراسته في شعبة الهندسة لأن لها مستقبل كبير، لكن ابنه رفض ذلك مما تسبب في قطيعة بينهما.
فهل ترى أن تصرفهما صائب؟ وماذا كنت ستفعل لو كنت مكان أحدهما؟
● تحديد الإشكال:
سوء العلاقة بين الأب وابنه بسبب اختلافهما حول مسار الابن الدراسي بعد إنهاء دراسته بالثانوية.
● الفرضيات:
1) من حق الابن اختيار مساره الدراسي والمهني من دون الرجوع لأحد.
2) من حق الأب أن يفرض رأيه على ابنه لأنه أكثر منه خبرة وتجربة.
3) كان على الابن والأب إعمال مبدأي التفاوض والتشاور بخصوص هذا الموضوع لتجنب الخلاف والقطيعة بينهما.
* نصوص وظيفية:
1- قال الله تعالى: « وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ اَ۪يتُونِے بِأَخٖ لَّكُم مِّنَ اَبِيكُمُۥٓۖ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّيَ أُوفِے اِ۬لْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ اُ۬لْمُنزِلِينَۖ فَإِن لَّمْ تَاتُونِے بِهِۦ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِے وَلَا تَقْرَبُونِۖ » سورة يوسف الآيتان 59- 60.
2- قال الله تعالى: « فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الاَمرِ » سورة آل عمران الآية 159.
أ – مدلولات الألفاظ:
– ولما جهزهم بجهازهم: أكرمهم وزوَّدهم بما يحتاجون.
– خير المنزِلين: خير المضيفين.
– لنتَ : من اللين والرفق.
– فظًّا غليظ القلب: سيء المعاملة قاسي القلب.
ب- مضامين النصوص:
- بيان الله تعالى طلب سيدنا يوسف من إخوته الإتيان بأخيهم بنيامين إن أرادوا الحصول على المؤونة في المرة المقبلة.
- ثناء الله تعالى على نبيه حسن معاملته لقومه وتجنب الغلظة والشدة معهم، وأمره له بالتجاوز عن أخطائهم والتشاور معهم.
ج- المستفاد من النصوص:
– أهمية حسن التفاوض في إقناع الآخر.
– دورُ المعاملة الحسنة في إقناع الآخر وحسن التفاوض معه.
– الشورى مبدأ أصيل في الدين الإسلامي.
* محاور الدرس وفق الإطار المرجعي:
1- مبدأ التفاوض في معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم للآخر وفوائدُه.
2- إعمال مبدإ الشورى في سيرة المصطفى ﷺ لتدبير شؤون المسلمين.
3- من فوائد الشورى والتفاوض، رص الصف الداخلي وتدبير الاختلاف.
المحور الأول: مبدأ التـفاوض في معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم للآخر وفوائدُه.
1- الرسول ﷺ مفاوضا في صلح الحديبية
أ- مفهوم التفاوض وعناصره.
◊ مفهومه:
لغة: من تفاوضَ أي تبادلُ الرأي في أمر ما بغية الوصول إلى تسوية واتفاق، واصطلاحا: أسلوب من أساليب حل النزاعات يعتمد على تبادل الآراء وتقريب وجهات النظر بين طرفين مختلفين أو أكثر حول قضية أو قضايا معقدة.
◊ عناصره:
*القضية التفاوضية: الموضوع الذي يدور حوله التفاوض وهي محور العملية التفاوضية وهدفها.
*أطراف التفاوض: يكون التفاوض بين طرفين أو أكثر، وتنقسم هذه الأطراف إلى أطراف مباشرة تجلس إلى مائدة المفاوضات وأطراف غير مباشرة لها علاقة بعملية التفاوض وتشكل قوى ضاغطة عليها.
* الموقف التفاوضي: وجهة النظر التي يتبناها كل طرف من أطراف التفاوض ويدافعون عنها، ويشترط لإنجاح التفاوض أن يكون المتفاوض مرنا.
* الحل التفاوضي: وهو التسوية والاتفاق الذي توافق عليه الأطراف.
ب- تفاوض النبي ﷺ في صلح الحديبية مع سهيل بن عمرو:
بعثت قريش سهيلَ بن عمرو للتفاوض مع النبي ﷺ في صلح الحديبية، هذا التفاوضُ الذي أظهر فيه النبي ﷺ حنكة كبيرة تتجلى في ما يلي:
– فرض الاحترام على الخصم قبل التفاوض: وذلك باشتراط إطلاق عثمان رضي الله عنه مبعوث الرسول ﷺ لقريش، قبل بداية التفاوض.
– تقوية موقف الرسول ﷺ مفاوضا: باستمالة بعض سادة قريش والقبائل المجاورة لصَفِّه، ليشهدوا على عملية التفاوض وما ستنتهي إليه ليكونوا شهودا.
– الحكمة والمرونة في التفاوض: بقبوله ﷺ عدم كتابة البسملة و صفة “رسول الله “، وعدم اعتراضه على بعض الشروط المستفزة مركزا فقط على ضمان حق المسلمين في العمرة السنة المقبلة، وهو الذي من أجله خرجوا إلى مكة.
ج- فوائد حسن تفاوض الرسول ﷺ في صلح الحديبية
– نجاح عملية التفاوض بضمان المسلمين الحق في العمرة السنة المقبلة.
– إنهاء الصراع والخصام مع قريش مؤقتا بعد الاتفاق على هُدنة بينهما عشر سنين.
المحور الثاني: إعمال مبدإ الشورى في سيرة المصطفى ﷺ لتدبير شؤون المسلمين
1- مفهوم التشاور/الشورى:
لغة من تشاور وشاور واستشار أي طلب رأي الآخر في أمر يهمه، واصطلاحا: هو إشراك أهل الرأي السديد والعلم في اتخاذ القرار الرشيد المناسب.
2- الشورى مبدأ أصيل في الإسلام:
حث عليه وأشار إليه في كثير من الآيات القرآنية منها قوله تعالى “وأمرهم شورى بينهم “سورة الشورى الآية38 ، بل أمر الرسول ﷺ بنهجه واعتماده قبل اتخاذ القرار (نص الانطلاق2)، لذلك كان ﷺ لا يُقْدِم على أمر – لم ينزل فيه الوحي – حتى يستشير صحابته.
3- الرسول ﷺ مستشيرا:
– مشاورة الرسول ﷺ لأصحابه في غزوة بدر: من أجل اتخاذ قرار الحرب أو السلم، وكذلك أخذ رأيهم في خطة المعركة.
– مشاورة الرسول ﷺ أصحابه في خطة الدفاع لخوض غزوة أحد: فأشاروا عليه بالخروج لملاقاة الكفار، وكان يرى أن يتحصن المسلمون بالمدينة، فنزل على رأي الأغلبية.
– مشاورة الرسول ﷺ أم سلمة في الحديبية: عندما امتنع الصحابة عن التحلل من العمرة، فنصحته بألا يُكلم أحدا حتى ينحر ويحلق، ففعل الرسول ﷺ وأخذ برأيها، ففعل الصحابة اقتداء به.
المحور الثالث: من فوائد الشورى والتفاوض، رص الصف الداخلي وتدبير الاختلاف
* من فوائد التشاور:
رصُّ الصف الداخلي وتوحيد الكلمة في وجه العدو الخارجي، وسداد الرأي ورجاحة العقل، و التوصل إلى اتخاذ القرار المناسب.
* من فوائد التفاوض:
تدبير الاختلاف وتضييقه وتقليله وتفادي الصراع والخصام والنزاع، والوصول إلى تسوية واتفاق في القضية المختلف حولها.
* تقويم التعلمات:
1– عرّف التفاوض والتشاور اصطلاحا، مبرزا فوائدهما؟
2– اذكر موقفا طَبَّقَ فيه الرسول ﷺ منهج التفاوض، مع ذكر مميزاته؟
3- ما رأيك في أنظمة الحكم التي تستشير المواطنين؟ استدل على إجابتك من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؟
4- استشهد بنص شرعي يأمر فيه الله تعالى نبيه ﷺ بمشاورة أصحابه؟
5- لماذا أمر الله تعالى نبيه ﷺ بالتشاور وعدم التفرد بالرأي والاستبداد بالقرار؟
6- ما رأيك في أحمد الذي أصر على الالتحاق بكلية الطب دون استشارة أحد؟
● لمشاهدة شرح الدرس بالصوت يُرجى الدخول على هذا الروابط:
* رابط شرح الدرس في اليوتيوب: https://youtu.be/7xZJTL7eNzs
* رابط شرح الدرس في الفايسبوك: https://fb.watch/a1RAPofh46/
تعليقات
إرسال تعليق