القائمة الرئيسية

الصفحات

خطبة الجمعة: آداب المسجد وأشهر المخالفات التي يرتكبها المصلون



الخطبة الأولى:

          إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِه اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبدُه ورسولُه بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ، صلواتُ ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين:

أما بعد عباد الله: لقد حثَّنا الله عز وجل على أداء الصلاة جماعة في المساجد لما في ذلك من الخير الكثير والفضل الجزيل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الل هصلى الله عليه وسلم قال: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذِّ بسبعٍ وعشرين درجة ” متفق عليه، وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه ” بخمس وعشرين جزءا ” متفق عليه أيضا.

لكن حتى يتَحَصَّلَ لنا هذا الأجر والفضل لا بدَّ من احترام آداب الذهاب إلى المسجد وآداب دخوله وآداب الجلوس فيه وإقامة الصلاة فيه، لذلكم اخترت أن أتحدث في هذه الجمعة إن شاء الله عن آداب المسجد مع الوقوف عند أشهر المخالفات والأخطاء المنتشرة التي يرتكبها المصلون، والتي في كثير من الأحيات تؤدي إلى إزعاج ومضايقة المصلين.

       أخوة الإيمان: إن من آداب حضور المساجد والدخول إليها ما يلي:

الذهاب إلى المسجد مبكرا عند سماع الآذان: وانتظار إقامة الصلاة لمن تيسر له ذلك ولم يكن له عذر عن التأخر، وذلك حتى يؤدي الصلاة بخشوع وطمأنينة غير لاهثٍ.

المشيُ إلى المسجد بسكينة ووقار: فلا يقول قائل إنما أُسرعُ لأدرك الصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تُسرعوا، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ” متفق عليه واللفظ للبخاري، فمن أتى إلى المسجد بهذا التوجيه النبوي أعطاه الله أجر صلاته كاملة حتى لو فَاتَهُ منها شيء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من توضأ فأحسن وضوءه، ثم خرج إلى المسجد، فوجد الناس قد صلَّوْا، أعطاه الله مثل أجر من صلى وحضر، لا ينقص ذلك من أجره شيء ” أخرجه أبو داوود وأحمد والنسائي واللفظ له.

الحضور إلى المسجد بأجمل هيئة وأطيب رائحة: قال الله تعالى ” يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ” سورة الأعراف الآية31، فيجب على المصلي تجنبُ الألبسة المتَّسِخة التي تؤذي المصلين وتُلَوِّثُ المسجد، وكذلك تجنبُ الألبسة الكاشفة للعورة لأن من شروط صحة الصلاة ستر العورة.

ويجب عليه أيضا تجنب الروائح الكريهة إما من جسده أو فمه كمن يأكل ثوما أو بصلا…ويأتي للمسجد، فالأفضل لهذا أن يصليَ في بيته حتى لا يؤذي الملائكة والمصلين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” من أكل البصل والثوم والكُرَّاث فلا يقربن مسجدنا هذا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ” رواه مسلم، ومن أراد أن يأكل من ذلك شيئا فليُمِتْها بالطبخ لتذهب رائحتها الكريهة.

 • المبادة إلى أداء صلاة تحية المسجد: عند دخول المصلي إلى المسجد مباشرة وقبل جلوسه، فكثير من الناس يدخل إلى المسجد ويبقى واقفا إلى حين انتظار إقامة الصلاة، وإنما المطلوب أن يُبادر إلى صلاة تحية المسجد فإذا أُقيمتِ الصلاة قطعها، فهكذا كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

جعلني الله وإياكم ممن يُعظِّم شعائره ويقيم حدوده ويلتزم بآداب بيته، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.

 الخطبة الثانية:

          الحمد لله رب العالمين، حرَّم علينا إيذاء المسلمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

       أما بعد عباد الله: هناك أيضا آداب ينبغي الالتزام بها أثناء انتظارنا لإقامة الصلاة في المسجد وعند أداء الصلاة، ومن ذلك ما يلي:

الاشتغال بالذكر والتسبيح والدعاء وقراءة القرآن: عند انتظار إقامة الصلاة، وتركُ الحديث في أمور الدنيا أو الانشغال بالهاتف.

تجنبُ إصدار الأصوات المزعجة والمؤذية: كالتثاؤبِ بصوت مرتفع أو الشجار والخصام مع الغير، أو ترك الهاتف مُشَغَّلا، مع التنبيه إلى أنه في حال نسيَ شخص هاتفه مُشَغَّلاً وَرَنَّ في المسجد سواء قبل أو أثناء الصلاة فلا بُدَّ من الرفق به في تقديم النصح له.

الحفاظ على نظافة المسجد كما نحافظ على بيوتنا: والحرصُ على تجنب كل المظاهر المشوِّهة له، ومن ذلك تركُ الأحذية في باب المسجد وعدم وضعها في المكان المخصص لها.

• التماسُ العُذْرِ للإمام والمؤذن في حال تأخرهما عن إقامة الصلاة: فكثيرا ما نرى بعض المصلين غفر الله لهم يحتجون ويعترضون على ذلك وكأنهم في سجن.    

أن لا يُسمَع للمأموم صوت في تكبيراته وقراءته: لأن ذلك يُزعج من بجانبك ويُشوِّشُ عليه.   

 فاللهم نسألك أن لا تجعلنا من عبادك الغافلين وأن تنبهنا إلى عيوبنا، وأن ترزقنا الخشوع والإيمان واليقين.

 اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى ولك الحمد على كل حال، اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله، اللهم إنا نحمد ونشكرك أن جعلتنا من عبادك المسلمبن الموحدين، وجعلتنا من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ، وبارك اللهم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

وارض اللهم عن الخلفاء  الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم وفق عاهل المغرب الملك محمد السادس إلى ما تحب وترضى وارزقه البطانة الصالحة المصلحة التي تعينه على ما كلفته به من أمور المسلمين وأره الحق حقا وارزقه اتباعه وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه، وشُدَّ أزره بولي عهده المولى الحسن وبأخيه المولى الرشيد.

اللهم أصلح أطفالنا وشبابنا وشيوخنا ورجالنا ونساءنا وأساتذتنا وعلماءنا وقضاتنا وكلَّ من وليته أمرا من أمور المسلمين واهدنا جميعا إلى طريق الخير والفلاح والصلاح.

اللهم فرج هَمَّ المهمومين ونَفِّسْ كرب المكروبين واقضِ الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحمِ اللهم موتانا وموتى المسلمين وألحقنا بهم مسلمين موحدين يا أرحم الراحمين يارب العالمين.

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار،سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

كتب الخطبة العبد الفقير إلى الله الأستاذ لعبيد محمد ياسين، خطيب مسجد السنة بفاس وأستاذ مادة التربية الإسلامية للثانوي التأهيلي، وذلك يومه الأربعاء 25 ربيع الآخر 1443ه الموافق 01 دجنبر 2021م.

تعليقات

التنقل السريع