القائمة الرئيسية

الصفحات

للجذع المشترك: شرح كامل ومبسط للشطر الثاني من سورة الكهف " من الآية 27 إلى الآية 44 "




* أهداف درس الشطر الثاني من سورة الكهف:

أدرك أهمية الصبر والثبات على الطريق المستقيم وجزاءَ ذلك عند الله.

أتعرف قصة صاحب الجنتين.

● أستخلص الدروس والعبر منها.

* بين يدي الآيات:

بعد أن ذكَّرنا الله عز وجل في الشطر الأول من سورة الكهف بقصة أصحاب الكهف وما تضمنته من الدروس والعبر، يُذكرنا في هذا الشطر الثاني بأهميةِ الصبر والثبات على طريق الاستقامة وجزاءِ ذلك عنده، مع تنبيهنا على ذلك بضرب مثلٍ بصاحب الجنتين وما أصابه من العذاب في الدنيا بسبب كفره بالله تعالى ونعمه.

* النص القرآني ” الشطر الثاني من سورة الكهف “:

قال الله تعالى: ” وَاتْلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۖۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلْتَحَداٗۖ (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ اَ۬لذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوٰةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَٰكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ اَ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪اۖ وَلَا تُطِعْ مَنَ اَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَو۪يٰهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطاٗۖ (28( وَقُلِ اِ۬لْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُومِنْ وَّمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرِۖ اِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَاراً اَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَاۖ وَإِنْ يَّسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَالْمُهْلِ يَشْوِے اِ۬لْوُجُوهَۖ بِيسَ اَ۬لشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاًۖ (29) ۞اِنَّ اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اُ۬لصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنَ اَحْسَنَ عَمَلاًۖ (30) ا۟وْلَٰٓئِكَ لَهُمْ جَنَّٰتُ عَدْنٖ تَجْرِے مِن تَحْتِهِمُ اُ۬لَانْهَٰرُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنَ اَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراٗ مِّن سُندُسٖ وَإِسْتَبْرَقٖ مُّتَّكِـِٕينَ فِيهَا عَلَي اَ۬لَارَآئِكِۖ نِعْمَ اَ۬لثَّوَابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاٗۖ (31) وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاٗ رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنَ اَعْنَٰبٖ وَحَفَفْنَٰهُمَا بِنَخْلٖ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاٗۖ (32) كِلْتَا اَ۬لْجَنَّتَيْنِ ءَاتَتُ ا۟كْلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْـٔاٗۖ وَفَجَّرْنَا خِلَٰلَهُمَا نَهَراٗ (33) وَكَانَ لَهُۥ ثُمُرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَآ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاٗ وَأَعَزُّ نَفَراٗۖ (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفْسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَداٗ وَمَآ أَظُنُّ اُ۬لسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَيٰ رَبِّے لَأَجِدَنَّ خَيْراٗ مِّنْهُمَا مُنقَلَباٗۖ (35) قَالَ لَهُۥ صَٰحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرْتَ بِالذِے خَلَقَكَ مِن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٖ ثُمَّ سَوّ۪يٰكَ رَجُلاٗۖ (36) لَّٰكِنَّا هُوَ اَ۬للَّهُ رَبِّے وَلَآ أُشْرِكُ بِرَبِّيَ أَحَداٗۖ (37) وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اَ۬للَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِۖ إِن تَرَنِ أَنَآ أَقَلَّ مِنكَ مَالاٗ وَوَلَداٗ (38) فَعَس۪يٰ رَبِّيَ أَنْ يُّوتِيَنِۦ خَيْراٗ مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَٰناٗ مِّنَ اَ۬لسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداٗ زَلَقاً (39) اَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراٗ فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُۥ طَلَباٗۖ (40( ۞وَأُحِيطَ بِثُمُرِهِۦ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَيٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَيٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيْتَنِے لَمُ ا۟شْرِكْ بِرَبِّيَ أَحَداٗۖ (41) وَلَمْ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ اِ۬للَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراًۖ (42) هُنَالِكَ اَ۬لْوَلَٰيَةُ لِلهِ اِ۬لْحَقِّۖ هُوَ خَيْرٞ ثَوَاباٗ وَخَيْرٌ عُقُباٗۖ (43) وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ اَ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪ا كَمَآءٍ اَنزَلْنَٰهُ مِنَ اَ۬لسَّمَآءِ فَاخْتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ اُ۬لَارْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماٗ تَذْرُوهُ اُ۬لرِّيَٰحُۖ وَكَانَ اَ۬للَّهُ عَلَيٰ كُلِّ شَےْءٖ مُّقْتَدِراًۖ (44)”.

أ- التنبيه على قاعدة تجويدية: أحكام النون الساكنة والتنوين/ الإظهار

* تعريفه: الإظهار هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة، وحروفه ستة هي:  الهمزة – الهاء – العين – الحاء – الغين – الخاء.

* أمثـلة: من لدنْهُ – منْ علم –   ثيابًا خضرا – مِنْهما – خيرٌ عقبا …..

 ب – شرح المفردات الصعبة:

  • ملتحدا: نصيرا وملجأ
  • ولا تعْد عيناك: ولا تصرف عيناك
  • فُرطا: مجاوزا للحدود
  • سرادقها: حائطها أو أبوابها.
  • كالمهل:  سائل معدني شديد الحرارة
  • من سندس وإستبرق:  ما رَقَّ من الحرير وما غلظ منه.
  • وهو ظالم لنفسه: مغرور بنفسه متكبر
  • أن تبيد هذه: تهلك وتفنى وتزول
  • حُسبانا: صاعقة وعذابا
  • صعيدا زلقا: أرضا جرداء ملساء
  • غورا: عميقا
  • هشيما: يابسا
  • وأحيط بثمره: أصابها الجفاف فهلكت
  • الوَلايةُ لله: الأمر لله وحده

ج- مضامين آيات الشطر الثاني من سورة الكهف:

▪ أمر الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بتلاوة القرآن والصبر والثبات على طريق الاستقامة وملازمة المؤمنين، ونهيه له عن الانشغال عن ذلك بزينة الحياة الدنيا واتباع طريق الغافلين. ( من الآية 27 إلى 28 ).

▪ تأكيد الله تعالى منحَ الإنسان حرية الاختيار بين الإيمان والكفر، وبيانه تعالى ما أعدَّ للكافرين من عذاب وما أعدَّ للمؤمنين من نعيم.( من الآية 29 إلى 31 ).

ضربُ الله تعالى المثلَ لعباده في الإيمان والكفر برجلين أحدهما أغناه الله فكفر به وثانيهما كان فقيرا مؤمنا به( من الآية 32 إلى 35 ).

بيان الله تعالى توجيه وتنبيه الرجل المؤمن لصاحبه الجاحد إلى وجوب شكر الله على النعم  قبل سلبها منه. (من الآية 36 إلى 40 ).

▪ إبرازُ الله تعالى ندمَ صاحب الجنتين  بعد سَلبِ وزوال النعم عنه، وتشبيههُ تعالى لفناء الدنيا بالماء المنزل من السماء المختلط بالنبات الذي تُفرقه الرياح. ( من الآية 41 إلى 44 ).

د-  المعنى الإجمالي للآيات:

ابتدأ الله الشطر الثاني من سورة الكهف بأمره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بتلاوة القرآن والصبر والثبات على طريق الاستقامة وملازمة المؤمنين، ونهيِه له عن الانشغال عن ذلك بزينة الحياة الدنيا واتباع طريق الغافلين، ثم أكَّدَ سبحانه على منحِ عباده حرية الاختيار بين الإيمان والكفر، مع بيانه ما أعدَّ للكافرين من عذاب وما أعدَّ للمؤمنين من نعيم.

وانتقل  سبحانه وتعالى بعد ذلك لضربِ المَثَلِ لعباده في الإيمان والكفر برجلين أحدهما أغناه فكفر به وثانيهما كان فقيرا مؤمنا به دائم النصح بوجوب شكر الله على النعم لصاحبه الجاحد بنعم الله عليه، ليختم الله الشطر بإبرازه ندمَ صاحب الجنتين  بعد سَلبِ و زوال النعم عنه، وتأكيده على فناء الدنيا وزوالها.

ه- المستفاد من الآيات من أحكام شرعية ودروس وعبر:

وجوب الصبر والثبات على طريق الاستقامة وملازمة المؤمنين.

ملازمة أهل الإيمان يُعين في الثبات على طريق الاستقامة.

وجوب الإيمان بالجزاء والحساب يوم القيامة.

مآل الكافرين يوم القيامة إلى الخسران المبين، ومآل المؤمنين الفوزُ بجنات النعيم.

وجوب الإيمان بأن الله هو واهب النعم ومقسِّم الأرزاق بين عباده.

الغرور والتكبر والإعجاب بالنفس أمراض قلبية خطيرة تؤدي بصاحبها إلى الكفر والهلاك.

وجوب إسداء النصح للغافلين.

وجوب شكر الله على النعم.

أهمية الرفقة الصالحة في تقديم النصح.

أهمية شكر الله على النعم في بقائها ودوامها.

وجوب الإيمان بقدرة الله المطلقة.      

 وجوب الإيمان بفناء الدنيا وزوالها.

الندم بعد فوات الأوان لا يفيد صاحبه. 

الدنيا فانية زائلة مهما مكثنا فيها.

و- القيم المتضمنة في الآيات:

– الإيمان – الصبر – الثبات – الاستقامةالحرية – العدل – شكر الله – القناعة – الرضاالنصيحة – التوحيد.

* تقويم التعلمات:

1- استخرج من الآيتين 27 و 28  الأوامر والنواهي الربانية التي اشتملت عليها؟

2- بم وصف الله الجنتين مع كتابة المقطع الدال على ذلك؟

3- ما العبارات الدالة على غرور وتكبر صاحب الجنتين وكفره بنعم الله؟

4- بماذا نصح الرجل المؤمن صاحبه الجاحد بنعم الله؟

5- ما نتيجة عناد وإصرار صاحب الجنتين على عدم شكر الله؟

6- ماذا استفدت من قصة صاحب الجنتين من دروس وعبر؟

7- قال الله تعالى: «وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ اَ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪ا كَمَآءٍ اَنزَلْنَٰهُ مِنَ اَ۬لسَّمَآءِ فَاخْتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ اُ۬لَارْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماٗ تَذْرُوهُ اُ۬لرِّيَٰحُۖ وَكَانَ اَ۬للَّهُ عَلَيٰ كُلِّ شَےْءٖ مُّقْتَدِراًۖ» الآية44، استخلص من الآية حكما شرعيا ودرسا مستفادا وقيمة؟

● لمشاهدة شرح الدرس بالصوت يُرجى الدخول على هذا الروابط:

   * رابط شرح الدرس في اليوتيوب:     https://youtu.be/k4Pg3UNROVo

   * رابط شرح الدرس في الفايسبوك: https://fb.watch/9MKY3qYl6O/

▪ لعبيد محمد ياسين، أستاذ الثانوي التأهيلي

تعليقات

التنقل السريع