القائمة الرئيسية

الصفحات

للأولى بكالوريا: شرح كامل ومبسط للشطر الثاني من سورة يوسف" من الآية 21 إلى الآية 34"



* أهداف الدرس:

أتعرفُ عناية الله تعالى بسيدنا يوسف عليه السلام.

أدرك  قدرةَ  الله  في عصمةِ أنبيائه وعباده الصادقين من ارتكاب الفواحش.

أستخلص قيم الأمانة والصدق والعفة وأعزِمٌ تمثلها في حياتي.

* بين يدي الآيات:

انتهى الشطر الأول من سورة يوسف بإخراج المارة المسافرين لسيدنا يوسف عليه السلام من البئر، وبيعِه في مصر بثمن زهيد، فمن الذي اشترى يوسف عليه السلام؟ وماذا سيحصل له في بيت السيد الذي اشتراه؟ وما الحكمة من انتقاله من محنة إلقائه في البئر من طرف إخوته إلى محنة العبودية؟

كل هذا سنتعرف عليه إن شاء الله من خلال الشطر الثاني من هذه السورة.

* النص القرآني:

قال الله تعالى: ” وَقَالَ اَ۬لذِے اِ۪شْتَر۪يٰهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِۦٓ أَكْرِمِے مَثْو۪يٰهُ عَس۪يٰٓ أَنْ يَّنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُۥ وَلَداٗۖ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِے اِ۬لَارْضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَاوِيلِ اِ۬لَاحَادِيثِۖ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَيٰٓ أَمْرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ اَ۬لنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَۖ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيْنَٰهُ حُكْماٗ وَعِلْماٗۖ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِے اِ۬لْمُحْسِنِينَۖ (22) ۞ وَرَٰوَدَتْهُ اُ۬لتِے هُوَ فِے بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِۦ وَغَلَّقَتِ اِ۬لَابْوَٰبَ وَقَالَتْ هِيتَ لَكَۖ قَالَ مَعَاذَ اَ۬للَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيَ أَحْسَنَ مَثْو۪ايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ اُ۬لظَّٰلِمُونَۖ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَآ أَن رّ۪ء۪ا بُرْهَٰنَ رَبِّهِۦۖ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ اُ۬لسُّوٓءَ وَالْفَحْشَآءَۖ ا۪نَّهُۥ مِنْ عِبَادِنَا اَ۬لْمُخْلَصِينَۖ (24(وَاسْتَبَقَا اَ۬لْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُرٖ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا اَ۬لْبَابِۖ قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنَ اَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوٓءاً اِلَّآ أَنْ يُّسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ اَلِيمٞۖ (25) قَالَ هِيَ رَٰوَدَتْنِے عَن نَّفْسِےۖ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنَ اَهْلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ اَ۬لْكَٰذِبِينَ (26) وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ اَ۬لصَّٰدِقِينَۖ (27) فَلَمَّا ر۪ء۪ا قَمِيصَهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ قَالَ إِنَّهُۥ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٞۖ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَاۖ وَاسْتَغْفِرِے لِذَنۢبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ اَ۬لْخَاطِـِٕينَۖ (29) ۞وَقَالَ نِسْوَةٞ فِے اِ۬لْمَدِينَةِ اِ۪مْرَأَتُ اُ۬لْعَزِيزِ تُرَٰوِدُ فَت۪يٰهَا عَن نَّفْسِهِۦ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاًۖ اِنَّا لَنَر۪يٰهَا فِے ضَلَٰلٖ مُّبِينٖۖ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتِ اِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَـٔاٗ وَءَاتَتْ كُلَّ وَٰحِدَةٖ مِّنْهُنَّ سِكِّيناٗ وَقَالَتُ اُ۟خْرُجْ عَلَيْهِنَّۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُۥٓ أَكْبَرْنَهُۥ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَٰشَ لِلهِ مَا هَٰذَا بَشَراً اِنْ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكٞ كَرِيمٞۖ (31) قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ اَ۬لذِے لُمْتُنَّنِے فِيهِۖ وَلَقَدْ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفْسِهِۦ فَاسْتَعْصَمَۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَآ ءَامُرُهُۥ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناٗ مِّنَ اَ۬لصَّٰغِرِينَۖ (32) ۞ قَالَ رَبِّ اِ۬لسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِےٓ إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّے كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ اَ۬لْجَٰهِلِينَۖ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّۖ إِنَّهُۥ هُوَ اَ۬لسَّمِيعُ اُ۬لْعَلِيمُۖ (34) “

أ- شرح المفردات الصعبة:

  • – أكرمي مثواه: أحسني إليه واعتني به.
  • – بلغ أشده: أصبح راشدا
  • – هَمَّ بها: حدثته نفسه بالاستجابة لدعوتها
  • – إنه ربي: المقصود به عزيز مصر الذي رباه واعتنى به.
  • – راودته:  دعته إلى ارتكاب الفاحشة
  • – همت به: أصرت على ارتكاب الفاحشة معه رغم صَدِّه لها.
  • – استبقا الباب: تسابقا نحو الباب هو يريد الخروج وهي تمنعه.
  • – قدت قميصه: مزقته وقطعته.
  • – من قُبُل: من الأمام.
  • – من دُبر: من الخلف.
  • – شغفها حبا: أحبته حبا شديدا
  • – أكبرنه: أعظمنه وأجللنه وانبهرن بجماله.
  • – فاستعصم:  فامتنع وأبى
  • – أصْبُ إليهن: أمِلْ إليهن وإلى تحقيق رغبتهن.

ب- مضامين الآيات:

– إبرازُ الله عز وجل عنايته بيوسف عليه السلام  بشراءِ عزيز مصر له وأمرِه لزوجته الاهتمام والاعتناء به لاتخاذه ولدا، و بيانُه سبحانه منحه له الحكمة والعلم لمَّا بلغ أشده ( الآيتان 21-22).

– بيان اللهتعرضَ يوسف عليه السلام بعد رشده لمحنة المراودة والإكراه على الزنا من طرف امرأة العزيز، وامتناعَه عن تلبية رغبتها مستعصما بالله تعالى ( الآيتان 23-24).

– اتهام زوجة العزيز ليوسف عليه السلام بإكراهها على الفاحشة، وإنطاق الله للشاهد الرضيع ببراءته وإثباتِ خيانة امرأة العزيز ( 25-29 ).

– شيوع خبر مراودة امرأة العزيز لخادمها بين النساء في مدينة مصر، واستدعاؤهن من طرفها لاختبارهن أمام جمال يوسف عليه الصلاة والسلام ( 30 – 31).

– اعتراف امرأة العزيز للنسوة ببراءة يوسف عليه السلام وتهديدُها له بالسجن في حال إصراره على عدم الاستجابة لها، وتفضيلُ يوسف للسجن على تلبية رغبتها ورغبة النسوة مع اللجوء إلى الله بالدعاء بأن يحميه من كيدهن ( 32 – 34 ).

ج- المعنى الإجمالي للآيات:

ابتدأ الله الشطر الثاني من سورة يوسف بإبرازِ عنايته بيوسف عليه السلام بعد بيعه من طرف المارة المسافرين لعزيز مصر بثمن زهيد، حيث طلب العزيز من زوجته الاهتمام والاعتناء به لاتخاذه ولدا.

ثم بيَّن الله منح يوسف الحكمة والنبوءة والعلم عندما أصبح راشدا قادرا على تحمل الأمانة والمسؤولية، وما تعرضَ له من محنة المراودة والإكراه على الزنا من طرف امرأة العزيز، واتهامها له بعد رفضه وامتناعه عن الاستجابة لها أمام زوجها بإكراهها على الفاحشة، لولا إنطاق الله للشاهد الرضيع ببراءة يوسف عليه السلام وإثباتِ خيانة امرأة العزيز.

وتحدث الشطر الثاني من السورة أيضا عن شيوع خبر مراودة امرأة العزيز لخادمها بين النساء في مدينة مصر، والتي قامت باستدعائهن لاختبارهن أمام جمال يوسف عليه الصلاة والسلام، ثم اعترافها أمامهن ببراءته مع تهديده بالسجن في حال إصراره على عدم الاستجابة لها، ليُختم الشطر بالتأكيد على تفضيل يوسف للسجن على تلبية رغبتها ورغبة النسوة مع اللجوء إلى الله بالدعاء بأن يحميه من كيدهن.

د- المستفاد من الآيات من أحكام شرعية ودروس وعبر:

– وجوب الإيمان واليقين بقدرة الله وعلمه في تدبير شؤون خلقه.

– عناية الله بعباده الصالحين المحسنين.

– تحريم الخُلوة بمن لا يحل لك شرعا.

– الخيانة الزوجية حرام شرعا.

– خطورة الخلوة بالمرأة الأجنبية في البيت.  

– عصمة الله الأنبياء والمؤمنين الصادقين من ارتكاب الفواحش.

– مشروعية الدفاع عن النفس ودفع التهم.

– القرينة وسيلة من وسائل إثبات البراءة.

وجوب غض البصر.

– تحريم الغيبة والنميمة وإشاعة الأخبار.

– الحذر من الافتتان بالشهوات.

خطورة الغيبة والنميمة وإشاعة الأخبار.

– ارتكاب أخف الضررين جائز شرعا.

– الإصرار على فعل الفاحشة والإعلان بها دليل على انعدام العفة والحياء وسوء الأخلاق.

– اللجوء إلى الله تعالى عند الشعور بالضعف وقلة الحيلة.

ه- القيم المتضمنة في الآيات:

– الإيمان – اليقين –  العلم – الإحسان – العفة – الحياء – الوفاء – الأمانة – الصدق –  الإخلاص – التوبة- الصبر.

* تقويم التعلمات:

1- بين (ي) مظاهر إكرام الله تعالى ليوسف عليه السلام في الشطر الثاني من سورة يوسف؟

2- استخرج من الشطر الثاني مظهرا من مظاهر عدم الوفاء بالأمانة مع كتابة المقطع الدال على ذلك؟

3- بماذا اتهمت امرأة العزيز سيدنا يوسف عليه السلام لما وجدهما العزيز بالباب؟ وكيف تمت تبرئة سيدنا يوسف؟

4- كيف كان رد فعل النسوة عند رؤية يوسف عليه السلام؟

5- استخرج من الشطر الثاني مظهرا من مظاهر عدم الالتزام بخلقي العفة والحياء ؟

6- استشهد من الشطر الثاني من سورة يوسف ما يدل على المضامين الآتية؟

    امتناع يوسف عليه السلام عن الاستجابة لمراودة امرأة العزيز.

    تبرئة الشاهد لسيدنا يوسف عليه السلام من التهمة الموجهة إليه.

    رد فعل النسوة بعد رؤية سيدنا يوسف عليه السلام وانبهارهن بجماله.

    إصرار امرأة العزيز على ارتكاب الفاحشة مع سيدنا يوسف وتهديده بالسجن إن لم يستجب لها.

7- قال الله تعالى: ” قَالَ رَبِّ اِ۬لسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِےٓ إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّے كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ اَ۬لْجَٰهِلِينَۖ (33)”، استخرج من الآية حكما شرعيا ودرسا مستفادا وقيمة ؟

● لمشاهدة شرح الدرس بالصوت يُرجى الدخول على هذا الروابط:

   * رابط شرح الدرس على اليوتيوب: https://youtu.be/30UigFG_6Ec

   * رابط شرح الدرس على الفايسبوك: https://fb.watch/9S1c3IiwiF/

▪ لعبيد محمد ياسين، أستاذ الثانوي التأهيلي

تعليقات

التنقل السريع