القائمة الرئيسية

الصفحات

خطبة الجمعة بعنوان: تجديد الصلة بالقرآن الكريم



إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِه اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبدُه ورسولُه بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ ، صلواتُ ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين:

أما بعد: فموضوع خطبة اليوم هو تجديد الصلة بالقرآن الكريم ، لأنه أصبح يلاحظ في زماننا هذا هُجران المسلمين لكتاب ربهم هجرانا على جميع المستويات، فهجروه قراءة وحفظا وترتيلا وتدبرا وتحكيما وتطبيقا.

 وقد شكا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه هجران قومه للقرآن الكريم قبل أربعة عشر قرنا فقال تعالى في سورة الفرقان: ” وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا “، هذا في زمن النبي صلى الله عليه الذي لا نظن أنهم هجروا القرآن كما هجرناه نحن في زماننا هذا، فتخيل معي كيف حال النبي صلى الله عليه وسلم لــمَّا وصله أمر هجراننا للقرآن بهذه الطريقة.

نُقْبل على قراءة ومطالعة كتب البشر بكل نَهَم وبلغات ربما متعددة ولا نملُّ من ذلك – وأتحدث هنا عن طبقة المثقفين – ، ولكن إن طلبت منه قراءة صفحة من القرآن في كل يوم فكأنما كلفته بعسير، يكاد الواحد منا لا تجده يضع الهاتف من يده في تواصل دائم مع أصدقائه وأحبابه ولكن أن يخصص للقرآن بضع دقائق فذلك أمر شاق.

علينا جميعا أن نسائل أنفسنا ونحاسبها – وما أبرئ نفسي – :

  – كيف حالنا مع القرآن؟ هل نواظب على قراءته يوميا؟ هل نخصص وردا يوميا لقراءته من أجل ختمه في شهر أو شهرين؟  كم ختمة ختمتها هذا العام؟ بل في حياتك كلها؟ كم تحفظ من سور القرآن في مقابل ما تحفظه من الأغاني؟ كم من مصحف في منزلك أزلت عنه الغبار وقرأت فيه؟ أم أن المصاحف في منزلك للتزيين فقط؟

– هل تقرأ القرآن بقواعده وضوابطه ترتله ترتيلا؟ أم أن قراءتك له قراءةٌ عادية لا روح فيها؟

– هل تكثر من الاستماع للقرآن الكريم؟ أم أنك استبدلته بالاستماع إلى الأغاني وكلام المطربين؟

– هل تتدبر القرآن الكريم لتصل إلى معانيه؟ أم قراءتك له قراءة سطحية مجردة من المعنى والتدبر؟

– هل تقف عند حلال القرآن وحرامه؟ هل تطبق ما فهمته من معنى؟ هل تعطي للناس حقوقها التي أمرك القرآن بها؟ أم أن هدفك من القراءة لا يتعدى حصولك على ثواب التلاوة.

    أحبتي: الأجوبة عن هذه الأسئلة صادمة ، لكن للأسف هذا هو حالنا مع القرآن، وما الواقع المرير الذي أصبحنا نعيش فيه إلا تأكيد لهذا الحال ولعلاقتنا السيئة مع القرآن.

إن القرآن الذي منَّ الله به علينا هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، من تمسك به نجا ومن أعرض عنه هلك، قال تعالى في سورة طه: ” ومن اَعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى“.

 فعلينا بتجديد علاقتنا مع كتاب ربنا حفظا وقراءة وترتيلا وتدبرا وعملا به إن أردنا الفلاح في الدنيا والآخرة، وأن نُنشِّأَ أولادنا على محبة القرآن والارتباط بالقرآن ، وأختم بقول أحد السلف رحمه الله: ” علموا أولادكم القرآن والقرآن سيُعلمه كل شيء “.

فاللهم يسر لنا أمر الاهتمام بكتابك قراءة وحفظا وترتيلا وتجويدا وتدبرا وفهما وعملا، واجعله لنا شفيعا يوم القيامة، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمين.

● للاستماع للخطبة صوتا يُرجى الدخول إلى هذا الروابط:

* رابط الاستماع للخطبة على اليوتيوب:

 * رابط الاستماع للخطبة على الفايسبوك:

تعليقات

التنقل السريع