● تعريف سورة يوسف: مكية وعدد آياتها 111، سميت بذلك لتناولها موضوع قصة نبي الله يوسف وما كان من أمره مع إخوته والعزيز وامرأته وغيرها من الوقائع والأحداث، تتمحور السورة حول ثلاث رؤى: رؤيا يوسف عليه السلام، ورؤيا الفتَيَيْن في السجن، ورؤيا الملك.
● زمن وسبب نزولها: نزلت السورة في آخر العهد المكي – عام الحزن – ، تخفيفا على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيتا له بعد حزنه على فراق زوجته وعمه، وبيانا له ما لاقاه الأنبياء والرسل قبله في تبليغ دين الإسلام.
وقيل أيضا أنها نزلت: جوابا عن أسئلة جماعة من اليهود وكفار قريش التي وجهوها للنبي صلى عليه وسلم تحَديا له، حول قصة يوسف عليه السلام وأبيه يعقوب وما وقع لهما من الأحداث والوقائع، فأنزل الله السورة تفصيلا لما وقع من أحداث وتصديقا لنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
● قصة يوسف من أحسن القصص: – لحسن مجاوزة يوسف عن إخوته وصبره على آذاهم وعفوه – لتضمنها كثيرا من العبر والحكم والدروس التي يمكن أن يستفيد منها الإنسان المسلم في كل زمان ومكان.
الشطر الأول من سورة يوسف: من الآية 1 إلى الآية 20
النص القرآني
قال الله تعالى: ” بسم الله الرحمان الرحيم أَلَٓر۪ۖ تِلْكَ ءَايَٰتُ اُ۬لْكِتَٰبِ اِ۬لْمُبِينِۖ (1) إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰناً عَرَبِيّاٗ لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَۖ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ اَ۬لْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَٰذَا اَ۬لْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِۦ لَمِنَ اَ۬لْغَٰفِلِينَۖ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ إِنِّے رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباٗ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِے سَٰجِدِينَۖ (4) قَالَ يَٰبُنَيِّ لَا تَقْصُصْ رُءْي۪اكَ عَلَيٰٓ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداًۖ اِنَّ اَ۬لشَّيْطَٰنَ لِلِانسَٰنِ عَدُوّٞ مُّبِينٞۖ (5) وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَاوِيلِ اِ۬لَاحَادِيثِۖ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُۥ عَلَيْكَ وَعَلَيٰٓ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَيٰٓ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَٰقَۖ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٞۖ (6) لَّقَدْ كَانَ فِے يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِۦٓ ءَايَٰتٞ لِّلسَّآئِلِينَۖ (7) إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَيٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ اِنَّ أَبَانَا لَفِے ضَلَٰلٖ مُّبِينٍۖ (8) اُ۟قْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اِ۪طْرَحُوهُ أَرْضاٗ يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعْدِهِۦ قَوْماٗ صَٰلِحِينَۖ (9) ۞قَالَ قَآئِلٞ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِے غَيَٰبَٰتِ اِ۬لْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ اُ۬لسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَۖ (10) قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَامَ۬نَّا عَلَيٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُۥ لَنَٰصِحُونَۖ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداٗ يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَۖ (12) قَالَ إِنِّے لَيُحْزِنُنِيَ أَن تَذْهَبُواْ بِهِۦ وَأَخَافُ أَنْ يَّاكُلَهُ اُ۬لذِّيبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَٰفِلُونَۖ (13) قَالُواْ لَئِنَ اَكَلَهُ اُ۬لذِّيبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ اِنَّآ إِذاٗ لَّخَٰسِرُونَۖ (14) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِۦ وَأَجْمَعُوٓاْ أَنْ يَّجْعَلُوهُ فِے غَيَٰبَٰتِ اِ۬لْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَۖ (15) وَجَآءُوٓ أَبَاهُمْ عِشَآءٗ يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَٰٓأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا فَأَكَلَهُ اُ۬لذِّيبُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُومِنٖ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَٰدِقِينَۖ (17) وَجَآءُو عَلَيٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٖ كَذِبٖۖ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمُۥٓ أَنفُسُكُمُۥٓ أَمْراٗۖ فَصَبْرٞ جَمِيلٞۖ وَاللَّهُ اُ۬لْمُسْتَعَانُ عَلَيٰ مَا تَصِفُونَۖ (18) وَجَآءَتْ سَيَّارَةٞ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْل۪يٰ دَلْوَهُۥ قَالَ يَٰبُشْرٰ۪يَ هَٰذَا غُلَٰمٞۖ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةٗۖ وَاللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَعْمَلُونَۖ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنِۢ بَخْسٖ دَرَٰهِمَ مَعْدُودَةٖ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ اَ۬لزَّٰهِدِينَۖ (20).
أ- شرح المفردات الصعبة:
ألـــــر: من الحروف المقطعة التي افتتح الله بها بعض السور واستأثر بمعناها.
لمن الغافلين: أي كنت لا تدري شيئا عن هذه القصة قبل أن نُوحيها إليك.
إني رأيت: من الرؤيا التي يراها الإنسان في منامه والتي تحمل بشارة من الله أو تنبيها وتحذيرا.
يكيدوا لك كيدا: يدبروا لك مؤامرة للتخلص منك.
يجتبيك: يصطفيك ويختارك
تاويل الاَحاديث: تفسير الرؤى
عصبة: جماعة
اطرحوه أرضا: ألقوه في أرض بعيدة مجهولة.
يخل لكم: يخلص لكم حب أبيكم.
غيابات الجب: قعر البئر الواسعة وأسفلها.
السيارة: المارة المسافرون
لا تامنا: من الأمانة، طلب الإخوة من أبيهم تحمل أمانة يوسف.
يرتع: يأكل ما لذ وطاب
أجمعوا: عزموا وصمموا واتفقوا.
سولت: زيَّنَتْ وحسّنت.
واردهم: من يستقي لهم الماء.
وأسروه: أخفوا أمره عن الناس.
وشروه بثمن بخس: باعوه بثمن قليل.
من الزاهدين: لا رغبة لهم فيه.
ب- مضامين الآيات:
– نزول القرآن الكريم عربيا، ووصف الله قصة يوسف بكونها من أحسن القصص.
– إنباء يوسف أباه نبي الله يعقوب بفحوى رؤياه، وتحذير أبيه له من ذكرها أمام إخوته تجنبا لمكرهم وكيدهم الناتج عن وسوسة الشيطان.
– تفسير يعقوب عليه السلام رؤيا يوسف باختيار الله له رسولا وتعليمه تعبير الرؤيا لإتمام نعمته عليه وعلى آل يعقوب.
– ظهور بوادر الغيرة والحسد على إخوة يوسف بسبب قربه من أبيه، والتشاور بينهم على طريقة إبعاده عنه إما قتلا أو طرحا في أرض بعيدة أو إلقاءً في البئر.
– محاولة الإخوة إقناع أبيهم يعقوب باصطحاب يوسف معهم مع تقديم العهد بالحفاظ عليه، وإبداءُ الأب تخوفه وقلقه من الغفلة عنه وافتراس الذئب له.
– إجماع الإخوة على إلقاء يوسف في قعر البئر ، ومحاولة إقناع أبيهم بعد رجوعهم بافتراس الذئب له مقدمين له قميصه الملطخ دما ، وعدم تصديق الأب لهم مكتفيا بالصبر الجميل.عثور القافلة على يوسف وإخراجه من البئر، وبيعه في السوق بثمن زهيد.
ج- المستفاد من الآيات من أحكام شرعية ودروس وعبر:
- وجوب الإيمان بالغيبيات القطعية.
- وجوب تعلم اللغة العربية لفهم كلام الله.
- القصص والأخبار التي تحدث عنها القرآن تؤكد على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وإعجاز القرآن.
- يُفَضل كتمان بشرى الخير عن أعين الحاسدين والحاقدين تفاديا للضرر.
- الشيطان عدو للإنسان لذلك وجب الحذر منه.
- وجوب العدل بين الأولاد في المعاملة.
- الحسد والحقد وسوء الظن أمراض قلبية يجب التخلص منها.
- وجوب الوفاء بالأمانة والمسؤولية.
- وجوب الصبر على قضاء الله وقدره.
- الحياة مليئة بالمحن والصعاب، لذلك يجب مواجهتها بالصبر الجميل واليقين في الله.
- التوكل على الله سبيل الفلاح.
د- القيم المتضمنة في الآيات:
الإيمان – التدبر- الحكمة – حسن الرعاية – النصيحة – العلم – العدل – المساواة – التفاوض – التشاور – الوفاء – الأمانة – الصبر – اليقين – التوكل.
تقويم التعلمات:
1- على ماذا أجمع الإخوة واتفقوا في كيفية التخلص من سيدنا يوسف عليه السلام؟ ما هو المقطع
الدال على ذلك من سورة يوسف؟
2- استشهد من سورة يوسف بالمقطع الذي يطلب فيه الإخوة من أبيهم اصطحاب يوسف معهم؟
3- استخرج من الشطر الأول مظهرا من مظاهر عدم الوفاء بالأمانة والمسؤولية ؟ ومظهرا من مظاهر الصبر واليقين؟
4- اكتب المقطع الذي يبين نجاة يوسف عليه السلام من محنته وخروجه من البئر؟
5- قال الله تعالى : « وَجَآءُو عَلَيٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٖ كَذِبٖۖ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمُۥٓ أَنفُسُكُمُۥٓ أَمْراٗۖ فَصَبْرٞ جَمِيلٞۖ وَاللَّهُ اُ۬لْمُسْتَعَانُ عَلَيٰ مَا تَصِفُونَۖ (18) »، استخرج من الآية حكما شرعيا ودرسا مستفادا وقيمة؟
● لمشاهدة شرح الدرس بالصوت يُرجى الدخول علىه هذه الروابط:
▪ لعبيد محمد ياسين، أستاذ الثانوي التأهيلي
تعليقات
إرسال تعليق