◊ للجذع
المشترك: شرح كامل ومبسط للشطر الخامس من سورة الكهف
" من
الآية 82 إلى الآية 98"
* أهداف الدرس:
● أتعرفُ
قصة ذي القرنين ووقائعها المذكورة في السورة.
● أستخلص الدروس والعبر منها.
● أدرك
أهمية التكامل بين الإيمان والعلم في بناء الحضارات وإقامة العمران.
* بين يدي الآيات:
بعد أن قَصَّ الله قصة موسى والخضر عليهما السلام، وما فيها من الدروس
والعبر والعِظَاتِ، انتقل بنا سبحانه إلى قصة ملك صالح حَكَمَ المشرق والمغرب، وذلك
بما آتاه الله من إيمان وعلم وخبرة، فَقَهَرَ الظُّلْمَ وَسَادَ العدل في عهده،
وعاش الناس في سلم وأمان.
فمن هو هذا الملك الصالح؟ وكيف قهر الظلم في عصره؟
* النص القرآني:
قال الله تعالى: " وَيَسْـأَلُونَكَ عَن ذِے اِ۬لْقَرْنَيْنِۖ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراًۖ (82) اِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِے اِ۬لَارْضِ وَءَاتَيْنَٰهُ مِن كُلِّ شَےْءٖ سَبَباٗ (83) فَاتَّبَعَ سَبَباً حَتَّيٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ اَ۬لشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِے عَيْنٍ حَمِئَةٖ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماٗۖ قُلْنَا يَٰذَا اَ۬لْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناٗۖ (84) ۞قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَيٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَاباٗ نُّكُراٗۖ (85) وَأَمَّا مَنَ اٰمَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحاٗ فَلَهُۥ جَزَآءُ اُ۬لْحُسْن۪يٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنَ اَمْرِنَا يُسْراٗۖ (86) ثُمَّ اَ۪تَّبَعَ سَبَباً حَتَّيٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ اَ۬لشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَيٰ قَوْمٖ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراٗ (87) كَذَٰلِكَۖ وَقَدَ اَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراٗۖ (88) ثُمَّ اَ۪تَّبَعَ سَبَباً حَتَّيٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ اَ۬لسُّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماٗ لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاٗۖ (89) قَالُواْ يَٰذَا اَ۬لْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَاجُوجَ وَمَاجُوجَ مُفْسِدُونَ فِے اِ۬لَارْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَيٰٓ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سُدّاٗۖ (90) قَالَ مَا مَكَّنِّے فِيهِ رَبِّے خَيْرٞ فَأَعِينُونِے بِقُوَّةٍ اَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماًۖ (91) اٰتُونِے زُبَرَ اَ۬لْحَدِيدِۖ حَتَّيٰٓ إِذَا سَاو۪يٰ بَيْنَ اَ۬لصَّدَفَيْنِ قَالَ اَ۟نفُخُواْۖ حَتَّيٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَاراٗ قَالَ ءَاتُونِےٓ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراٗۖ (92) فَمَا اَ۪سْطَٰعُوٓاْ أَنْ يَّظْهَرُوهُ وَمَا اَ۪سْتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقْباٗۖ (93) قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٞ مِّن رَّبِّےۖ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّے جَعَلَهُۥ دَكّاٗ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّے حَقّاٗۖ (94) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٖ يَمُوجُ فِے بَعْضٖۖ وَنُفِخَ فِے اِ۬لصُّورِ فَجَمَعْنَٰهُمْ جَمْعاٗۖ (95) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٖ لِّلْكٰ۪فِرِينَ عَرْضاً (96) اِ۬لذِينَ كَانَتَ اَعْيُنُهُمْ فِے غِطَآءٍ عَن ذِكْرِے وَكَانُواْ لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاًۖ (97) ۞اَفَحَسِبَ اَ۬لذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنْ يَّتَّخِذُواْ عِبَادِے مِن دُونِيَ أَوْلِيَآءَۖ ا۪نَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكٰ۪فِرِينَ نُزُلاٗۖ (98)".
أ- التنبيه على قاعدة
تجويدية: أحكام اللام
* أحكامها: الأصل في حكم اللام الترقيق، وتُفَخَّم إذا اجتمعت هذه
الشروط الثلاثة: - أن تكون اللام مفتوحة – أن تقع بعد هذه الحروف (ص – ط - ظ ) – أن تكون هذه
الحروف مفتوحة أو ساكنة.
* أمثـلة على تفخيم اللام من سورة الكهف: طَـلَعت – ظَـلَم –
ب – شرح المفردات الصعبة:
- ذو القرنين: عبد ملِك صالح ملَك المغرب
والمشرق.
- ذكرا: خبرا.
- عين حمئة: كأنها
تغرب في عين حمراء جهة المغرب حسب ما تراه العين.
- عذابا
نكرا: شديدا فظيعا.
- لم
نجعل لهم من دونها سترا: أي حجابا يستترون به عند طلوعها.
- بين السدين: بين جبلين عظيمين.
- لا يكادون يفقهون قولا: يتكلمون بلغة غير
مفهومة.
- ياجوج وماجوج: قيل انه اسم لقوم أو قومين هم من
شرار الخلق.
- زبر الحديد: قطع الحديد.
- ساوى بين الصدفين: أغلق ما بين الجبلين.
- قطرا: خليط الحديد والنحاس المذاب.
- أن يظهروه: يتسلقونه ويتجاوزونه.
- نقبا: خرقا
وثقبا.
- دكا: أرضا
مستوية.
- في غطاء: عليها غشاوة غليظة.
ب- مضامين الآيات:
▪ إخبار الله تعالى بالصفات التي امتاز
بها الملك الصالح ذو القرنين. ( الآيتان 82-83 ).
▪ وصف الله تعالى لرحلة ذي
القرنين إلى المغرب وبيانه نشر العدل
فيها، وإخباره سبحانه بانتقاله إلى جهة المشرق بعد ذلك. ( من الآية 84 إلى 88).
▪ بيان الآيات توجهَ
ذي القرنين إلى منطقة السدين، واستجابته لأهلها ببناء حاجز بينهم وبين ياجوج
وماجوج( من الآية 89 إلى 92 ).
▪ إبراز الآيات عدم قدرة ياجوج
وماجوج على هدم الحاجز حتى اقتراب الساعة، وبيانها تحلي ذي القرنين بالتواضع لله
عز وجل. (من الآية 93 إلى 95).
▪ عرضُ الله عز وجل لمشاهدَ
من يوم القيامة، وتأكيده فيها على أن النار مصير الكافرين. ( من الآية 96 إلى 98
).
ج- المعنى الإجمالي للآيات:
تدور الآيات من الشطر الخامس من سورة الكهف حول قصة
الملك الصالح العادل "ذو القرنين" الذي سخر الله له كل أسباب النصر، من
عِلْمٍ وإيمان وخبرة، فَانتشرَ العدل في عصره مغرب الأرض ومشرقها، وبنى سَدَّ
يأجوج ومأجوج لِكَفِّ أذاهم وشرِّهِمْ عن الخلق، وانتهى الشطر بِذِكر مشاهد من يوم القيامة، ومصير الكافرين
المعرضين عن الذكر والهداية.
د- المستفاد من الآيات من أحكام شرعية ودروس وعبر:
▫ جواز استحباب السؤال عند
الجهل.
▫ تمكين الله لعباده الصالحين.
▫ وجوب الأخذ
بالأسباب للوصول إلى الغاية.
▫ القائد الناجح هو
الذي ينشر العدل بين الناس.
▫ السفر ومخالطة الناس يؤدي إلى اكتساب الخبرات والتجارب في الحياة.
▫ وجوب الدعوة إلى الله حتى الممات.
▫ جواز اتخاذ السجون لسجن المفسدين والظالمين حماية للناس من أذاهم.
▫ بالإيمان والعلم
واتخاذ الأسباب تقوم حضارة الأمم.
▫ تعلم اللغات
واللهجات من الوسائل المعينة على التواصل مع الآخر والدعوة إلى الله.
▫ وجوب الإيمان بوجود
ياجوج وماجوج في الأرض وأن ظهورهم من علامات الساعة الكبرى.
▫ المؤمن الصالح
يتواضع لله عز وجل بعد نجاحه وتفوقه وينسب ذلك إلى ربه.
▫ وجوب الإيمان
بالبعث والحساب والجزاء يوم القيامة.
▫ الرجوع إلى الله بالتوبة والعمل الصالح قبل فوات
الأوان.
ه- القيم المتضمنة في الآيات:
- الإيمان – العلم – الكفاءة والاستحقاق - الاقتداء – العدل– الاجتهاد -
الصبر – التواضع – التوكل- شكر الله – اليقين.
* تقويم التعلمات:
● انظر النص « بالعلم والإيمان
تقوم الحضارة والعمران« ص 108 من الكتاب المدرسي:
أ- أجب عن الأسئلة المتعلقة به ص 109؟
ب- أجب عن أسئلة التقويم ص 109 من الكتاب المدرسي؟
● لمشاهدة شرح الدرس بالصوت يُرجى الدخول على
هذا الرابط في اليوتيوب:
* رابط الحصة الأولى من الشرح: https://youtu.be/gAfFdKkCuYI
* رابط الحصة الثانية من الشرح: https://youtu.be/yDDZVKDxAYM
▪ لعبيد محمد ياسين، أستاذ الثانوي
التأهيلي
تعليقات
إرسال تعليق