- رأس السنة الميلادية اليوم أصبح مشتركا إنسانيا بغض النظر عن جنسهم وعقيدتهم باعتباره تقويما عالميا أصبح الناس جميعا يحتكمون إليه حتى المسلمون أنفسهم، لذلك وجب عدم ربط دخول السنة بما يعـتـقده النصارى في عيسى عليه السلام.
- تبادل التهاني والدعاء بالخير مع مطلع هذه السنة الجديدة لا أجده – والله أعلم – يتعارض مع ديننا الحنيف، لأن ذلك من أيام الله التي تكون فرصة للتأمل ومحاسبة الذات قبل فوات الأوان، وما أحوجنا إلى مثل هذه الأيام والمناسبات التي تذكرنا بأننا مقبلون على الله وأن عمرنا في تناقص.
- ما ينبغي التركيز عليه في التنبيه له في مثل هذه المناسبة هو تجنب التشبه بغير المسلمين في الاحتفال بها، مما أصبح الناس يقومون به واعتادوا عليه من تهافت على شراء الحلويات والذهاب إلى أماكن الرقص والفجور، فالمسلم يجب عليه أن يستغل هذه المناسبة لإعادة حساباته من كافة الجوانب وخاصة في ما يتعلق بمصيرنا بعد الموت، هل نحن مستعدون للوقوف بين يدي الله عز وجل الله أم لا؟
- دعوة البعض إلى الاهتمام بالتقويم الهجري على حساب التقويم الميلادي لتحقيق استقلالية المسلمين عن غيرهم مطلب نتمناه جميعا، لكن قبل ذلك وجب تحقيق استقلاليةٍ في التعليم والصحة والاقتصاد والصناعة وغيرها من الجوانب، لأنه بذلك تستطيع أن تفرض التقويم الذي تريد وتُلزم به الغير حتى من غير المسلمين.
- التقويم الهجري تقويم قمري عمل به العرب قبل الإسلام بتسمية الأشهر كما هي معروفة الآن انطلاقا من معتقداتهم وأعرافهم في ذلك الوقت والتي لها ارتباط بالبيت الحرام، لكن من دون حساب للأعوام والسنوات، وإنما كانوا يؤرخون بالأحداث كعام الفيل مثلا، وبقي الحال على ذلك حتى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أضاف السنة إلى التقويم الهجري إتماما لها وتمييزا لها عن غيرها من التقويمات.
- ما يُحْسَب للسنة الميلادية على الأقل أنها وحَّدت الناس جميعا في كل بقاع العالم على تاريخ واحد، أما التقويم الهجري فلا يزال يحتاج أولا إلى أن تتوحد قلوبنا نحن المسلمين على كلمة سواء حتى يكون مطلع شهورنا القمرية واحدا ومطلع شهر رمضان واحدا ويوم عيدنا واحدا ومطلع عامنا الهجري واحدا.
أسال الله لي ولكم أحبائي سنة جديدة سعيدة مليئة بالإيمان والقرب من الله والحب والسلام…
تعليقات
إرسال تعليق