● أهداف الدرس:
◊ أن تدرك ميزة الحقوق في الإسلام.
◊ أن تتعرف مفهوم الوفاء بالأمانة والمسؤولية وتجلياتهما.
◊ أن ترسخ قيمة الوفاء بالأمانة والمسؤولية باعتبارهما حقا من حقوق الله.
* الوضعية المشكلة:
صديقك المقَرَّبُ شاب مستهتر مضَيِّعٌ لجميع الحقوق، يعتبر الالتزام وأداء الحقوق لأصحابها مجرد أعباء وقيود تحُدُّ من حريته، لذلك فهو يعيش حياته كما يشاء بحرية مطلقة، دائم السهر في تعاطي المخدرات وشرب الخمر ولا يحترم والديه ولا يقوم بأي عبادة مفروضة عليه ولا يؤدي عمله بإتقان وإخلاص، أثَّر ذلك في نفسك فأردت أن تقدم له النصح.
فما هي النصيحة التي ستقدمها لصديقك؟ وكيف ستقنعه بأن حرية الإنسان مقيدة بأداء الحقوق والواجبات؟
● تحديد الإشكال:
اِسْتِهْتَارُ الشاب بأدائه للحقوق والواجبات المفروضة عليه وتضييعه لها، واعتباره لها أنها مجرد أعباء تُقَيِّدُ من حرية الإنسان.
● الفرضيات:
– الإنسان حرٌّ حرية مطلقة لا حق لأحد عليه، يمكنه العيش كما يشاء من دون قيود أو أداء للحقوق والواجبات.
– حرية الإنسان في الإسلام مقيدة بأدائه للحقوق والواجبات.
* نصوص وظيفية:
1- قال الله تعالى: ” اِنَّ اَ۬للَّهَ يَامُرُكُمُۥٓ أَن تُوَ۬دُّواْ اُ۬لَامَٰنَٰتِ إِلَيٰٓ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ اَ۬لنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِۖ ” سورة النساء، الآية 57.
2- قال الله تعالى: « يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ اُ۬للَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَۖ» سورة الأنفال، الآية 27.
3- عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ” أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
أ – مدلولات الألفاظ:
– أن تؤدوا: أن ترجعوا الأمانة إلى أهلها.
– وتخونوا: أي لا تسلموا الأمانة إلى أهلها.
– راع: الحافظُ المكلف بحماية ما يرعاه.
– مسؤول: أي مكلف بحفظ ورعاية ما تكلف به من مسؤولية وأمانة، ومحاسبٌ على ذلك.
ب- مضامين النصوص:
- أمر الله عز وجل عباده بأداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل.
- نهي الله عز وجل عباده المؤمنين عن خيانته وخيانة رسوله وخيانة الأمانة.
- q تنبيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجوب تحمل المسؤولية.
ج- المستفاد من النصوص:
- وجوب الوفاء بالأمانة والمسؤولية.
- الحكم بالعدل بين الناس من الوفاء بالأمانة والمسؤولية.
- خيانة الأمانة خيانةٌ لله ورسوله.
* محاور الدرس:
1- ميزة الحقوق في الإسلام.
2- الوفاء بالأمانة والمسؤولية، المفهوم والتجليات.
3- الوفاء بالأمانة والمسؤولية أساس نشر الثقة وشرط نماء المجتمع وصلاحه.
المحور الأول: ميزة الحقوق في الإسلام
● الحقوق في الإسلام ربانية المصدر .
● الحقوق في الإسلام شاملة ومتنوعة، فهي تنظم علاقة الإنسان بربه ( حق الله ) و بنفسه ( حق النفس ) و غيره، سواء كان هذا الغير إنسانا أو كائنا آخر ( حق الغير ).
● الحقوق في الإسلام أمانات و مسؤوليات، والوفاء بها واجب شرعي يستوجب العقاب الدنيوي و الأخروي.
● أداء الحقوق كلها في الإسلام هو أداء لحق الله تعالى.
المحور الثاني: الوفاء بالأمانة والمسؤولية، المفهوم والتجليات.
1- تحديد المفاهيم:
أ- مفهوم الوفاء:
*لغة: الوفاء من الإتمام والإكمال، يقال وفَّى أي أتم وأكمل، وهو ضد النقض والإخلال.
*اصطلاحا: المحافظة على العهد وإتمام الأمانة وإكمال المسؤولية.
ب – مفهوم الوفاء بالأمانة:
● الأمانة لغة: بمعنى الوديعة وهي ضد الخيانة، اصطلاحا:هي كل حق لزم حفظه وأداؤه، وحقيقتها أنها خلق يَعِف به الإنسان نفسه عما ليس له بحق ويؤدي ما عليه من الحقوق.
● والوفاء بالأمانة :هو حفظ و أداء الإنسان للحقوق من دون تقصير على وجه التمام و الكمال سواء أكانت حقوقا لله أو لأخيه الإنسان أو لغيره من الكائنات الأخرى كالحيوان والطبيعة.
ج- مفهوم الوفاء بالمسؤولية:
●المسؤولية لغة: من السؤال والمحاسبة، اصطلاحا: ما عُهِدَ إلى المكلف بحفظه ورعايته وأدائه مما يُسْأل عنه ويحاسَب عليه.
● والوفاء بالمسؤولية معناها: أداء التكاليف والواجبات والأمانات التي تحملها الإنسان أو كُلف بها على وجه التمام والكمال.
2– تجليات الوفاء بالأمانة والمسؤولية:
– الدين : أمانة ومسؤولية واجب تحملها بإتيان الواجبات و ترك المحرمات وأداؤها بتبليغه للناس.
– النِّعَمُ : التي يمنحها الله للإنسان أمانة ومسؤولية في عنقه ، يجب أن يحافظ عليها ويُسخرها في طاعة الله وليس في معصيته.
– الكون: الذي نعيش فيه بما يضم من طبيعة وحيوان سخرهما الله للإنسان، فهو أمانة ومسؤولية يجب الحفاظ عليه بإعماره وعدم الإفساد فيه وتدميره.
– الأسرة: أمانة ومسؤولية في عنق الزوجين، يجب الحفاظ عليها ورعايتها كلٌّ من موقعه.
– العمل: الذي يُكلف به الإنسان أمانة ومسؤولية، يجب أداؤه بإخلاص وإتقان وصدق ونزاهة.
– الوديعة: وهي ما يستأمنك عليها الغير من مال أو نحوه ، فهي أمانة ومسؤولية يجب الحفاظ عليها وأداؤها عندما يطلبها صاحبها .
المحور الثالث: الوفاء بالأمانة والمسؤولية أساس نشر الثقة وشرط نماء المجتمع وصلاحه.
لقد لُقِّـبَ رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم بالصادق الأمين قبل أن يصبح رسولا لأنه اشتهر بحفظ الأمانة، حتى أنَّ مخالفيه كانوا يُودِعُون أماناتهم عنده لثقتهم فيه و تأكدهم من أمانته.
● الوفاء بالأمانة والقيام بالمسؤولية ينظم العلاقة بين الشخص و أفراد مجتمعه على أسس من التعاطف و المودة والرحمة و حب الخير المتبادل و بالتالي نشر الثقة بين المتعاملين.
● كلما تفشت الخيانة بين أفراد المجتمع إلا و انهارت نظم المجتمع و تلاشت، أما المجتمع الأمين بأفراده يستطيع أن يحرز التقدم و النماء ويوفر لنفسه جميع مقومات النجاح و الصلاح.
* تقويم التعلمات:
1- عرِّف الوفاءَ بالأمانة؟ والوفاءَ بالمسؤولية؟
2– حدد المسؤولية والأمانةَ المناطة بالأشخاص المذكورين في الشطر الأول من سورة يوسف مع بيان مدى حفظهم لها؟
3- بين كيف يكون الوفاء بهذه المسؤوليات والأمانات: الوقت – العلم – المال – الأولاد – الجوارح – البيئة ؟
4- اِيت بنص شرعي يفيد وجوب الوفاء بالأمانة والمسؤولية؟
5- ما النتائج الإيجابية التي تترتب عن قيام كل شخص بمسؤوليته في المجتمع؟
6- أبرز ميزة الحقوق في الإسلام؟
● لمشاهدة شرح الدرس بالصوت يُرجى الدخول على هذا الروابط:
* رابط شرح الدرس في اليوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=g7lHVo9nkQQ&t=34s
* رابط شرح الدرس في الفايسبوك: https://fb.watch/9hfa5CiBST/
تعليقات
إرسال تعليق